سـ.مونيتور:”الوقود”كابوس يؤرق المستثمرين الأجانب في مصر
رأت صحيفة The Christian Science Monitor الأمريكية، أن صناعة الطاقة في مصر تعاني من أزمة خطيرة، وهو ما سيلعب دورًا مؤثرًا في عدم استقرار الروح الثورية، الأمر الذي بات يقلق المستثمرين الأجانب، مما دفعهم لوقف استثماراتهم في مصر ومغادرة البلاد.
وأكدت الصحيفة، على أن مصر تأمل لشراء 968 ألف طن؛ من وقود الديزل، لتفادي حدوث أزمة طاقة وسط الاحتجاجات التي تشهدها حاليًا، مؤكدًا أن الوضع يهدد سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة قبل الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في إبريل القادم.
وفي السياق نفسه، علقت الصحيفة أن مصر شهدت أزمة سيئة خلال الأسابيع الأربعة الماضية على خلفية الاضطرابات السياسية والتوترات، حيث لم تكن الاضطرابات السياسية وحدها، هي التي شكلت أزمة، ولكن جاء نقص الوقود ليكمل الوضع ،الأمر الذي جعل العديد من المواطنون يصطفون أمام محطات البنزين.
ومن جانبها، رأت الصحيفة أن أزمة الوقود في مصر تضع الحكومة المصرية في مأزق، وعلى الرغم من وجود عدة مقترحات؛ إلا أنها لم تقرر بعد بشأن الخطوة التالية.
وأحد هذه الحلول، هو خفض الدعم على الوقود بنسبة 10% على مدى السنوات الـخمس المقبلة أو تقنين الوقود المدعم أو شراء المزيد من الوقود المدعوم جزئيًا، بدلاً من خفض الدعم، وهناك من يرى تسليم الإعانات النقدية لتحل محل الإعانات العينية.
وعلى الجانب الآخر، أشارت الصحيفة إلى أنفاق مصر 8.1 مليارات دولار، في النصف الأول من السنة المالية الحالية 2012/2013 على دعم الطاقة، مؤكدة على أن الحكومة تسعى لإيجاد حل حاسم في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتوفير المزيد من الوقود.
وأشارت الصحيفة، أن المؤشرات الاقتصادية في مصر ليست جيدة، حيث تراجعت احتياطيات مصر الخارجية بنحو 10٪ في يناير فقط، وفي الوقت نفسه، هناك شكوك جدية حول ما إذا كان مصر سوف تحصل على قرض صندوق النقد الدولي 4.8الذي يُقدر بمليار دولار، قبل أن يتم استنزاف الاحتياطيات الموجودة من العملة الأجنبية، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري.
ونتيجة لذلك الوضع، رأت الصحيفة أن ازمة الوقود أصبحت كابوس بالنسبة للمستثمرين على المدى القصير، ولكن على المدى البعيد ومع النظر لصناعة الطاقة، يجب الوضع في الاعتبار “قناة السويس”.
وأضافت، أنه ينبغي على المستثمرين، على المدى الطويل، ملاحظة أن مصر سوف تلعب دورًا رئيسيًا في الجغرافيا السياسية للطاقة، حيث إن قناة السويس هي واحدة من مناطق الشحن في العالم، ولكن وسط الفوضى والاحتجاجات العنيفة والوضع الاقتصادي الكارثي، أصبحت عائدات العملة الأجنبية من قناة السويس ثابتة ومعزولة عن كل شيء آخر.
المصدر الدستور
اكتب تعليقك