نشطاء يطالبون بسرعة تفتيش معسكرات الأمن المركزى بعد تورطها فى تعذيب المتظاهرين
طالب عدد من نشطاء حقوق الإنسان بسرعة تفتيش معسكرات الأمن المركزى بعد تورطها فى تعذيب المتظاهرين والنشطاء السياسيين خاصة بعد واقعة تعذيب محمد الجندى، عضو التيار الشعبى داخل أحد هذه المعسكرات والذى توفى على أثرها فجر أمس، وأكد النشطاء أن الداخلية تستغل عدم مراقبتها من قبل النيابة العامة والسلطات القضائية وتقيم حفلات تعذيب على فترات متقاربة للمعارضين للنظام بالطريقة نفسها التى كانت تتبعها بشكل ممنهج فى عهد حسنى مبارك، لافتين إلى استحالة إصلاح جهاز الشرطة ما لم تتوفر الإرادة السياسية لذلك من قبل النظام الحاكم الذى يفضل أن تحميه الشرطة متجاهلاً عن عمد قضايا حقوق الإنسان.
وقال حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن احتجاز وتعذيب المواطنين داخل معسكرات الأمن المركزى أمر كارثى ومخالف للقوانين المصرية والدولية، وطالبت مراراً بضرورة تفتيش معسكرات الأمن المركزى للتأكد من خلوها من المسجونين بالإضافة إلى منع احتجاز أى مواطن فى أماكن حجز غير منصوص عليها فى الدستور المصرى أو وثيقة حقوق الإنسان الدولية.
وأشار أبوسعدة إلى أن معسكرات الأمن المركزى غير معدة للحجز لأنها مكان تدريب الجنود ولا تخضع لإشراف النيابة العامة، كما لا يمكن مراقبة ما يتعرض له المواطنون بداخلها، علاوة على أن القانون نص صراحة على عدم جواز حبس أى مواطن دون إخطار النيابة العامة بذلك.
وتابع: كنا نتلقى شكاوى عديدة قبل ثورة 25 يناير بوجود حفلات تعذيب داخل تلك المعسكرات تمارس ضد أعضاء الجماعة الإسلامية وحركة الجهاد وكنا نساعدهم فى التصدى لتلك الظاهرة، ومن المعروف أن حفلات التعذيب اليومية بالمعسكرات تتم عن طريق توقيف المحتجزين بين طابورين من الجنود وإرغامهم على المرور بين الصفين، ليقوم الجنود بالاعتداء عليهم بالهراوات أو آلات حادة وهو ما ينتج عنه إصابات خطيرة وقاتلة فى بعض الأحيان.
فيما أكد الناشط الحقوقى، طارق العوضى، أن محمد الجندى، تلقى تعذيباً قاتلاً على يد قوات الشرطة فى معسكرات الأمن المركزى وأنه مات إكلينيكياً منذ 4 أيام وليس كما تم الإعلان عنه بأنه توفى صباح الاثنين، مشيراً إلى أن آثار التعذيب على جسده تدل على أنه تعرض لحفلات تعذيب مستمرة تمت على فترات متقطعة على يد قوات الشرطة التى تحترف هذا النوع من التعذيب وليست آثار مشاجرة كما يدعى البعض، الأمر الذى أفضى إلى وفاته. وتابع العوضى: أحد شهود العيان أكد أن الجندى كان يتم استدعاؤه كل ساعة للتعذيب داخل أحد المعسكرات، وأعتقد أن هذا المعسكر هو معسكر الجبل الأحمر بمدينة نصر، حيث تفضل الأجهزة القمعية -بحسب العوضى- حبس النشطاء والمتظاهرين فى مثل هذه الأماكن؛ لأنها لا تخضع لإشراف النيابة العامة، أو وزارة الصحة، ولا يتمكن المحبوس من الالتقاء بذويه أو الاتصال بمحامٍ، وبالتالى يسهل حبسه انفرادياً وعزله واستجوابه أو تعذيبه بشكل ممنهج.
فيما قال محمد زارع، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائى إلى أنه تم رصد حالات تعذيب داخل معسكرات الأمن المركزى.
وقال زارع: أقل ما توصف به معسكرات الأمن المركزى حالياً أنها «سلخانة» تشير إلى استحالة إصلاح جهاز الشرطة، إلا إذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية لذلك.
المصدر أخبارك نت
اكتب تعليقك