د. أحمد كمال أبوالمجد: مشهد «مسحول الاتحادية» ينذر بتعرض الشعب كله للسحل.. والسلطة آلت إلى «المجانين»
قال الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، الكاتب والمفكر، إن سحل المواطن المصرى عارياً فى الشارع يتطلب مساءلة وزير الداخلية ورئيس الجمهورية عما حدث، وإن المشهد يوصف بأنه «هلس فى هلس»، وعلى كل مواطن مصرى أن يعلم أنه معرض له فى الشارع إن لم يكن هناك ضمانات لحرية الرأى والتعبير، ولفت إلى أن أزمة الرئيس محمد مرسى ليست فى خصومه بل فى أعوانه، قائلاً: «لا يمكن أن يأخذ الرئيس قراراً فى الصباح، ثم يتراجع عنه فى المساء، وهو يحتاج منا أن نعينه على ما هو فيه».
وأشار الدكتور أبوالمجد، فى حواره مع «الوطن» إلى أن شعبية الإخوان وحزب الحرية والعدالة تراجعت لدى المواطن، فهم لا يجيدون التعامل مع النقد أو المطالب وعليهم الاعتراف بذلك، وأضاف أن أعضاء جبهة الإنقاذ يرون أنفسهم أحق برئاسة مصر من الرئيس محمد مرسى، فى حين أنه لو قُدر لهم الحكم ستدب الخلافات بينهم فى الأسبوع الأول، مشيراً إلى أن الفوضى فى مصر ممولة، وأن هناك دولاً عربية وأجنبية لا تريد لمصر أن تقوم لها قائمة، وهو ما يتطلب التوافق قبل انهيار الدولة وتحلل المجتمع. وقال إن المطالبين بإسقاط الرئيس «شوية عيال لا يجب أن نلتفت إليهم»، مضيفاً: «لم أرَ فى حياتى أهبل ولا أعبط من شعب مصر». وهاجم أبوالمجد الإعلام وانتقد الإعلاميين بشدة، قائلاً: «عايزين الضرب بالجزمة لأنهم لا يقولون الحقيقة»، وحمّل الأطراف الموجودة على الساحة مسئولية ما يجرى من صدام واضطراب أدى إلى الانهيار الاقتصادى والسياسى، مؤكداً أن الجميع يتحمل المسئولية وأنه هو نفسه يتحمل جزءاً من المسئولية لأنه لم ينتقد الحاكم والمسئولين خوفاً من «زعلهم».
■ فى البداية، كيف ترى سحل مواطن مصرى وتعريته عند قصر الاتحادية من قبَل قوات الأمن؟
– أرى هذا المشهد جزءاً من كل، والكل هو الفوضى، وسوء أخلاق الشعب المصرى المعاصر، وليس هؤلاء هم المصريين الذين تربينا بينهم أبداً، وهذا المنظر «هلس فى هلس» وعواقبه كارثية، لأن العاقل لا يقوم بدوره و«يعقّل المجنون»، فكل مجتمع به مجانين، ولكن به أيضاً عقلاء لهم السلطان، وإنما يبدو أن السلطان فى مصر آل إلى المجانين وليس إلى العقلاء، وكلنا لا بد أن نتعاون حتى نكشف عن هؤلاء من غير العقلاء، وهذا لا يمكن السكوت عليه، ومن يقول لك الآن إن المصريين أحسن ناس ضع أصابعك العشرة فى عينيه وقل له إنهم كانوا أحسن ناس وأدوا دوراً تاريخياً عظيماً جداً، لكن يبدو أن هؤلاء انقرضوا ولم يعد بينهم رجل رشيد، فماذا تنتظر؟ إنها أخطاء المؤسسة التعليمية والإعلامية.
■ وما الخطأ الذى وقعت فيه المؤسسة الإعلامية عندما نقلت هذه الصورة التى تمتهن كرامة إنسان؟
– استمع إلى الإعلاميين، نصفهم عايز الضرب، لأنه يقول كلاماً يعلم أنه غير صحيح، إما خوفاً أو طمعاً أو غباء وعدم مسئولية، ودون مراعاة أن الكلمة أمانة والكلمة مسئولية، لأنها تُصلح أقواماً وتُفسد آخرين، وعندما نتخلى عنها، وكل واحد يفهم أن حقه أن يروّج لما يحبه ويكذب، إذن الأمر انتهى. وعندنا فى مصر ناس يريدون أن يمشوا جنب الحيط، وآخرون يريدون أن يلتهموا الكعكة كلها، وفريق ثالث لم يفهم أن الكلمة أمانة، وفى النهاية لا يمكن أن نزرع الخروع ونجنى العسل، هذا لا يستقيم.
أقول لمن ينادى بسقوط شرعية مرسى «اسكت يا حمار وروح لأمك».. ولا يوجد أعبط ولا أهبل ولا أجن من شعب مصر
■ ومن يتحمل مسئولية ما تعرض له ضحية السحل وتجريده من ملابسه فى الشارع؟
– هذا حادث فردى، لا بد أن يحاسب من ضربه قبل أن يتبين من هو هذا الشخص، وإلا كل واحد منا ماشى فى الشارع يتعرض لمثل هذا التجريد من الملابس والسحل، ولا بد أن يتوجه محامون عنه لمقابلة وزير الداخلية، لاعتذاره عما بدر من الشرطة، وتقديم تعويض عما وقع لهذا الرجل.
■ لكن المطالب تذهب أبعد من ذلك، إلى حد إقالة وزير الداخلية؟
– لا تستعجلوا، لو طاوعناكم مصر كلها ستستقيل بكرة الصبح، وأنتم ستذهبون إلى السجن، مصر تموت وانتم تروحوا السجن.
■ ماذا تقصد بـ«أنتم تروحوا السجن»؟
– أقصد بذلك الشباب والإعلام، خاصة أن هناك فى الإعلام إعلاميين، أسمعهم وأقول إنهم «عايزين ضرب الجزمة» تعرفهم فى لحن القول، سواء مذيع أو مذيعة أو متحدث، والدنيا كلها فيها ناس كويسين وناس وحشين، إنما كلنا نطمئن لما الناس الكويسين ما يسكتوش، وما يمشوش جنب الحيط، بل يقوّمون الخطأ، إذن الأمور تنصلح.
■ وكيف ترى المظاهرات التى خرجت تنادى بإسقاط الرئيس؟
– هذه المظاهرات زى الزفت والطين، لأنه من الواضح فيها أن هناك نية مبيتة لإسقاط النظام، وأن ثلاثة أو أربعة يريدون أن يدخلون الانتخابات الرئاسية دون أن يفكر أحد فى ثمن ذلك، وأقسم بالله أن ما تسمى نفسها جبهة الإنقاذ هذه لو آل الأمر إليها بعد أسبوع هيتخانقوا مع بعض، لأنه لا توجد لديهم حصانة، والمصرى المعاصر هذا هو مستواه، والناس الكويسين هما اللى ماشيين جنب الحيط، والكلمة أمانة ولا بد من التوعية، والرجل البسيط مسئوليتنا هى توعيته. ومن ثم لا أريد أن أصب اللعنات على أى جهة، الكل مسئول والكل شركاء فيما يحدث فى مصر الآن من فوضى، ولا يوجد أحد برىء، وأنا أيضاً لست بريئاً مما يحدث الآن.
■ وما مسئوليتك فيما يحدث لتقول إنك لست بريئاً؟
– مسئول لأننى قصّرت فى أن أدين ما يجب أن يدان، وقلت هازعّل ده منى وده منى، وأحياناً الحرص الشديد يجعل من بعض الناس منافقين.
■ وكيف ترى الإجراءات التى تقوم بها الشرطة الآن تجاه المواطنين؟
– لا بد بسرعة أن توجه السهام إلى وزير الداخلة ولا بد أن نطمئن أن ما حدث من سحل للمواطن العارى حادث فردى ولن يتكرر، والوزير هو المسئول عن الشرطة فى النهاية وهو الذى يتحمل المسئولية أمام رئيس الجمهورية وأمام قوى الشعب العاملة وعليه أن يبادر بالاعتذار عن هذه الواقعة وأن يطمئنا أننا إذا خرجنا لنتظاهر تظاهراً سلمياً لن تسحلنا الشرطة على الأرض مثلما حدث مع هذا الرجل.
■ وأين مسئولية الرئيس من كل ما يحدث الآن على الساحة؟
– لا بد أن نحرك المسئولية، بمعنى: يذهب وفد محترم من ممثلى الأحزاب إلى الرئيس، ويقولون له إن ما وقع كان حادثاً فردياً، إلا أنه يهدد كل مواطن فى حريته وأمنه وكرامته وحياته، والرئاسة لا بد أن تأخذ موقفاً حاسماً فى كل هذه الأمور، لأن الأصل هو حرية كل مواطن وكرامته فى أنه لن يحدث تساهل فى إساءة استعمال الحق فى حفظ الأمن.
■ بعض القوى تعلن أن شرعية مرسى سقطت لما سال من دماء؟
– من يقولون إن شرعية الرئيس سقطت أقول لهم «بطلوا عبط».. شرعية الرئيس لم تسقط، ولا يوجد فى العالم شرقه وغربه أعبط ولا أهبل ولا أجن من شعب مصر، ولا توجد شرعية تسقط بين يوم وليلة، انتم بتهرجوا ولاّ بتهزروا ولاّ إيه الحكاية بالظبط، ولكن نقول للرئيس: أنت فى الحكم باسمنا، ونحن نراقبك ونتابعك وننتقدك، وعليك أن تتحمل نقدنا لأننا من أتينا بك، هذا هو الكلام الذى لا بد أن يقال، وإنما يأتى ولد عبيط أهبل عنده 16 سنة، ويقول لك سقطت شرعية النظام، قل له يا واد يا عبيط روح لامك وابوك، لا بد أن يكون انتقادنا هو انتقاد الأذكياء، فإن نقداً واحداً قوياً خير من مائة شعار تُرفع، فالحاكم مسئول وعلينا نحن الشعب أن نتابعه بالتوجيه والنقد.
حمادة صابر أثناء سحله من قوات الشرطة
■ لماذا قلت إذن إن كثرة المبادرات المطروحة من قبَل القوى السياسية للخروج من الأزمة تعنى أننا وطن يتحلل؟
– معنى ذلك أنه لا يوجد ثلاث أو أربع مجموعات يمكن أن تجتمع معاً، وتطرح مبادرة مشتركة، ولو سألوك أو سألونى عن أسماء تلك القوى والمجموعات والائتلافات التى قدمت مبادرات لن أعرفها، وهل أصبح حراماً أن يتعاون المصرى مع المصرى؟ وكل القوى اتفقت على أن هناك أهدافاً رئيسية لعملية المصالحة، فلماذا يخرج كل ائتلاف أو جماعة، أكثر من 40 ائتلافاً، بمبادرة خاصة به؟ لماذا لا نتعاون؟ ولكى تؤدى هدفاً سياسياً لا بد أن يكون لك أعوان، فلا داعى أن تقطع هدومى وأقطع هدومك، فمن الذى سيحمى مصر؟ ومن الحكمة أن نحافظ على مصر، فالغضب جمرة تحرق العقل، فإن رأيت شاباً غاضباً قل له: اسكت يا ولد انت، اقفل فمك الحمار ده، واجعل العقلاء هم من يتكلمون، فالعاقل له أهداف، وإذا كنت محمد البرادعى أو قيادى فى الوفد أو اشتراكى ووجدت مجموعة أخرى تقول نفس كلامى وتطالب بنفس مطالبى، فلماذا لا أضع يدى فى يدهم؟ ولاّ لازم يكونوا داخل التنظيم بتاعى؟ والذى يسير فى الشارع الآن لا يعرف الفرق بين كل هذه التحالفات والتنظيمات، فلا يوجد بلد فى الدنيا به 40 حزباً مثل مصر.
■ الرئيس دعا أكثر من مرة إلى حوار وأنت حضرت بعض جلساته.. هل كانت ذات جدوى؟
– نلبى دعوة الرئيس ونقول له «اسمع، هذه ثالث مرة تدعونا للحوار ولا نجد حواراً بل مغالبة، والحوار مشاركة، ومن المشاركة أن تعترف بالخطأ، نحن لم نأت لمحاسبتك، بل لتنبيهك، لأنها مسئوليتنا، «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»، أنت مسئول أمامنا ونحن مسئولون أن نخاطبك بالحسنى والأدب واللياقة، لأننا نريد أن نحافظ على هيبة الدولة المصرية، وحرصنا يقول لك إن هذه مطالب ممكنة وسهلة التنفيذ، ولن يكون لك عذر فى عدم الاستجابة لها.
■ ولماذا لم يُكتب للحوارات الأولى النجاح؟
– لا يمكن أن يظل الرئيس مغيباً عن الواقع، ومشكلة الرئيس مرسى الحقيقية فى «أعوانه، أعوانه، أعوانه»، وتحديه الحقيقى ليس فى خصومه، وبالتالى حريته فى الحركة محدودة، فلا أحد يرضى لنفسه أن يقول تصريحاً وفى نفس اليوم يرجع فيه، ولابد أن نعينه على أمره، وهمنا أن نحاسبه ونقول له إننا موافقون على كذا وكذا، إلا أننا نعترض على كذا، ويجب أن نقول لمرسى إننا نقدّر الظرف الذى تعيش فيه البلاد والضغوط الخارجية والداخلية، وأزمتنا مع صندوق النقد الدولى، ولكن عندما تستمع إلينا سيادة الرئيس فأنت تحكم باسمنا.
■ من وجهة نظرك، هل ترى أن قيادات جبهة الإنقاذ ترى أنها أحق بالرئاسة من مرسى؟
– كل واحد من جبهة الإنقاذ يرى أنه أحق برئاسة مصر من مرسى، والمنافسة جزء من العملية الديمقراطية، وإذا كان من حقك أن تنافس الرئيس، فليس من حقك أن تقلب الطين على دماغه، وأصبح أنا بعد ذلك أتعس منه، لأن الظرف الموضوعى صعب فعلاً.. هيواجه إيه ولا إيه؟
■ ألا ترى أن هناك شبه إجماع على فشل حكومة قنديل والمطالبة بحكومة إنقاذ وطنى؟
– ما هى حكومة الإنقاذ الوطنى، ومن الذى سيشكلها، ومن أعضاؤها، رأيى أن حكومة قنديل ضعيفة ولا يوجد بها ما نطلق عليه الانسجام الوزارى، وكل الوزراء ليس لهم توجه واحد، ويا ليت الحكومة من حزب واحد يمكن محاسبته، ويكون بينها انسجام، وأنا أرى الأداء ضعيفاً فى مواجهة تحديات كبيرة.
■ لماذا انتقدت زيارات مرسى وقنديل للخارج؟
– يجب ألا يسافر الرئيس أو رئيس الوزراء إلى الخارج فى هذه الآونة، لأنه ليس لديهما خبرة فيما يحدث على المستوى العالمى سواء أوروبا أو أمريكا، وإذا كان الرئيس يستعجل السفر، كى يكون لمصر ثقل خارجى فهو مشكور على ذلك، لكن عليه أن يدرس الخريطة ولا يذهب إلى الخارج لكى يتطاول على الناس، حتى اللبنانيون انتقدوه وهوّنوا من شأنه، ولكن يجب أن يكون عندنا مستشارون خبراء، ليسوا من المقربين والأولياء.
■ لستَ مقتنعاً بفكرة حكومة الإنقاذ الوطنى إذن؟
– لست ضدها وإنما تعريفها مهم، لأننا نمر بمرحلة دقيقة جداً، وحزب الأغلبية هو الذى يجب أن يشكل الوزارة ويتحمل المسئولية، ونحن فى مرحلة لا بد أن يكون فيها توافق وطنى ليس فى الرأى العام فقط وإنما من خلال المؤسسات، ولكن ليس هناك مانع من أن يكون هناك رئيس وزراء من حزب الحرية والعدالة، ويشكل حكومة إنقاذ وطنى، ويمثل فيها كل القوى ويكون بينهم اجتماع أو اثنان، نتفق فيهما على ما نستطيع أن نتعاون فيه.
لا أحد برىء بمن فيهم أنا.. وقصّرت فى إدانة بعض الأحداث وقلت «هازعّل ده وده» والحرص يجعلنا منافقين
■ وكيف ترى المظاهرات الغاضبة التى خرجت فى شوارع مصر ضد حكم الإخوان؟
– جزء من دلالة هذه المظاهرات أن هناك من يعمل فى هذه المرحلة على إسقاط هذه المرحلة من النظام بالخير أو بالشر، بالحق أو بالباطل، إنما نتيجتها ستكون انهيار الدولة، وكل ما تأتى وزراة سوف يخرج ألف شخص يقولون: «باطل باطل.. يسقط يسقط»، وفى الآخر لن نجد أحداً يقبل بأى منصب، وأزمة حكومة قنديل أنها تعتقد أنها لن تستمر سوى 4 أشهر، فلماذا يتحملون الأوزار كما يقول بعض الوزراء، ولذلك الناس ترفض الوزارة حتى لا تُقطع هدومهم ويشكك فى ولائهم ويخرجوا غير مشكورين ولا مذكورين ولا مأجورين، «يبقى راجل عبيط»، فلابد أن تكون لدىّ فرصة أن أساهم فى نجاح كى لا يكون هناك فشل، وعلى رؤساء الأحزاب أن يكرروا هذا الكلام وعلى وجههم بسمة، والمكشر لا يوجد لديه مكان والمحرض يتم منعه، ولا يعمل لى أزمة كل شوية شيل وزارة وهات وزارة، والعامة يريدون الإصلاح، ويريدون أن يروا نتائجه، فى حين أن القوى السياسية تقول خطب يمين وخطب شمال، الناس مش هتاكل خطب والعامة معزورون.
■ وبماذا تنصح الرئيس مرسى فى هذه المرحلة؟
– لا بد أن تكون قبضته أقوى من ذلك سواء على أنصاره أو خصومه، فلا يصح أن تخرج مظاهرات تحرق والدولة تتفرج، لا بد أن يتم القبض على هؤلاء ويُحكم عليهم بالسجن حتى لا أشجع ولداً عبيطاً يخرج فى الشارع ويقول باطل باطل، إحنا مش بنلعب عسكر وحرامية، ولا إيه؟ هذه ليست دولة، رأيت فى إنجلترا مهد الحريات فى التاريخ رجلاً أهان رئيس الوزراء وقال له: أنت منحط وجبان، فقال له رئيس الوزراء: قد أكون منحطاً ولكننى لست جباناً فقد حاربت وانجرحت، وقام العسكرى وهو يحمل عصاه وقال له: أنت تخل بالأمن، اذهب معى إلى الشرطة. هذه سيادة القانون، وأتحداك أن تأتى لى بشخص من الـ81 مليون مصرى يؤمن بسيادة القانون، وكل منا سيادة القانون عنده أن يكون هو القانون، وأوامره تُنفذ ومطالبه تتحقق، ونحن نحتاج إلى تربية المؤسسات التعليمية والأمنية.
■ وهل نحن بحاجة إلى قانون يقنن قضية التظاهر؟
– بالطبع هذا أضعف الإيمان، وتُقطع يد أى شخص يتعدى على المنشآت عشر مرات لأن ذلك يفتح الباب لشر أكبر وهو انهيار الدولة، ودائماً أقول إن المعلوم، ولو كنا لا نرضى عنه، أفضل من المجهول، لأن فى المجهول ستجد الإسرائيليين ماسكينك وماسكينّى، ومركّعينك ومركّعينّى ومسجّدينك ومسجّدينّى على أرض مصر كما فعلوا فى 67.
■ هل تسلم بأن حالة من الفوضى تجتاح المجتمع المصرى؟
– نعم، هناك من يتحدث عن إمكانية تعدى المناطق العشوائية على مناطق الطبقة الغنية، مثل اعتداء أهالى عين شمس على مصر الجديدة، أو بولاق على الزمالك، فى عمليات سلب ونهب، وهناك مواطن هددنى بذلك، وهناك أيضاً غضب مكبوت قد ينفجر فى أى لحظة، فإن لم يجد المواطن لبن رضاعة لأبنائه، أو اشترى أنبوبة البوتاجاز بـ40 جنيهاً لن يسكت.
■ وهل تعتقد أن فرض الطوارئ حل لمواجهة هذه الفوضى؟
– قانون الطوارئ حل جزئى، مثل إسعاف المصاب، ولكن لا بد أن تضع حلولاً جذرية لكل المشاكل، وليس ضرورياً أن أعلن حالة الطوارئ فى جميع المحافظات إنما لمدة قصيرة، وفى المناطق التى بها أزمات وقلاقل، وتكون هناك رقابة قضائية على مؤسسات السلطة القائمة على حالة الطوارئ.
■ فى رأيك، هل باستطاعة حزب الحرية والعدالة والرئيس مرسى الخروج بمصر من أزمتها؟
كل الأحزاب، بما فيها الحرية والعدالة، بيتمرنوا ويجربوا فينا، وتجاربهم قليلة، ووعيهم السياسى محدود، وأقول لهم لماذا نذهب إلى جلسات الحوار ونُشتم بسبب ذلك؟ والمشكلة صعبة، لأن الكل يبرر لذاته، وليس سهلاً أن نرى مواطناً عارياً يتم سحله بهذا الشكل، ومن الممكن أن يكون أحد أقاربنا، ومن واجبنا أن نخاطب الرئيس ورئيس الوزراء، وأن نقول له: إن كرامة المواطن فوق كل اعتبار.
نصف الإعلاميين عايز ضرب الجزمة لأنهم يكذبون خوفاً أو طمعاً أو غباء.. و اللى يقولك المصريين دلوقت أحسن حط صوابعك العشرة فى عينيه
■ لماذا يستدعى الناس أيام مبارك فى هذه اللحظات من اليأس؟
– الناس تلعن الثورة، ولا نريد أن تأتى هذه اللحظة، لأنها مهزلة تاريخية أن يقوم الشعب بثورة ثم ينقضّ عليها بعد فترة، ولا بد أن يمارس الهدوء والتعاون، وأن يوجد شخص موافق على ثلثين مما أوافق عليه لأضع يدى فى يده، فيكون هو أقوى وأنا أقوى، والفهم الصحيح أن رئيس الجمهورية والحكومة بيشتغلوا عندنا، حزب الحرية والعدالة والرئيس شعبيتهم تراجعت، وهم لا يعرفون التعامل مع النقد والمطالب، وما يحتاجونه هو المصارحة بالأزمات الاقتصادية والسياسية، التى تمر بها البلد وتراجع قيمة الجنيه، ولا بد أن نقول للحاكم أنت المسئول ولا يمكن أن يدخل أى مستثمر ويرى ألف مصرى أهبل وعبيط بيضربوا بعض بالحجارة.
■ هل تؤمن مع القائلين بأن عمليات الفوضى ممولة من بعض الدول مثل الإمارات؟
– نعم، هناك قوى يهمها ألا تكون مصر قائدة لهذه المنطقة وهم يمولون الفوضى داخل البلاد، قوى أجنبية وعربية، وقد يكون التمويل من أنصار النظام السابق أو من بعض دول عربية لها مصالح فى أن تركع مصر على قدميها، وقد تكون هناك قوى أجنبية مثل إسرائيل، وهناك تخريب يتم لأى عملية تقارب لجعل الناس تقع فى بعضها البعض، وإذا كانت الثورات تمر بتحديات فعلينا ألا نفقد أعصابنا وأن نقول الحق وننتقد الحاكم فى كل وقت.
■ وكيف يكون انتقاد الحاكم من وجهة نظرك؟
– هناك فرق بين أن أقول له سيادتكم تستطيع أن تفعل هذا للوطن، وبين أن تطلع صورة لمرسى وبجواره جزمة، وبإمكانه أن يأتى بمن يرفع هذه الصورة ويستصدر له حكماً فى المحكمة بـ10 سنوات وبتهمة إهانة رئيس دولة منتخب، وفى الدول الأجنبية أو العربية لا يمكن إهانة رئيس الدولة لأنه رمز والإهانة توجه إلى كل المصريين وأنتم لم تروا مصر الكبيرة.
■ وما الرسالة التى توجهها إلى الرئيس مرسى؟
– أقول للرئيس ولكل المصريين: توافقوا ننجو وننجو جميعاً، تشرذموا تخسر مصر ويخسر كل طرف فيها وتضيع مصر، احنا قدامنا «سكتين»؛ السلامة والندامة، السلامة تحتاج إلى علم ودراسة وتجمُّع للقوى الوطنية، أما سكت الندامة فهى حرب أهلية بين الأفراد والمؤسسات، والآن المصريون 85 مليوناً يريدون أن يتعلموا ويأكلوا ويشربوا، ويخرج المصريون مرفوعى الرأس. والمصريون طيبون، لو حُلّت مشكلة فى شهرين سيرضون ويستبشرون خيراً، يجب أن يكون النقد بكل احترام للحاكم، وأن نقول له: أيها الحاكم، علينا أن نشد أزرك، وإذا أخطأت نقوّم
المصدر أخبارك نت
اكتب تعليقك