تحقيقات كنيسة العذراء: مخطط الهجوم تواجد فى مسرح الجريمة وهرب

حصلت «المصرى اليوم» على تفاصيل تحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة، برئاسة المستشار أسامة حنفى، وإشراف المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول للنيابات، فى واقعة الهجوم على كنيسة العذراء بمدينة ٦ أكتوبر، التى أسفرت عن استشهاد عريف شرطة من أفراد الحرس بطلق نارى فى الرأس.

وتبين من التحقيقات أن «مخطط الهجوم وضع الخطة، وجهز السلاح وجلب سيارة ملاكى وسائقا، وأقنع المتهمين بضرورة تنفيذ العملية مهما كانت الظروف، ووعدهم بأنه سيحضر إليهم فى الوقت المناسب، لكنه امتنع عن الحضور لمكان الواقعة تماماً للنجاة بحياته، تاركاً المتهمين المقبوض عليهم ينفذون غرضه الإرهابى، ما تسبب فى ارتباكهم واضطرابهم، ومرورهم أكثر من مرة فى محيط الواقعة، واشتباه أفراد الخدمة بهم، حتى تم تبادل إطلاق النار الذى أسفر عن استشهاد فرد الأمن».

وقالت مصادر قضائية رفيعة المستوى، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «المتهم الثالث، ويدعى (محمد. ف)، ٢٩ سنة، أقر خلال التحقيقات بوجود زعيم لخليتهم الجهادية، كان مسؤولا عن التخطيط وتحضير السلاح وجمع المنفذين، وتواجد مع ٥ آخرين فى مسرح الحادث، منهم ٤ كانوا فى السيارة الملاكى التى استخدمت لتنفيذ الهجوم، وآخرون كانوا يراقبون المحل والشارع الرئيسى، المؤدى إلى مكان تواجدهم، لتحذيرهم فى حالة قدوم تعزيزات أمنية».

وأضافت المصادر التى طلبت عدم نشر أسمائها: «كان من المفترض أن يكون زعيم الخلية، مخطط الهجوم، مع باقى الجناة، خاصة أنهم لم يسبق لهم تنفيذ أى هجوم أو سطو فى وقت سابق، وزعيم الخلية أكد لباقى المتهمين تواجده فى مسرح الحادث، وأنه سيشرف على التنفيذ بنفسه، ويتدخل فور حدوث أى مشكلة، لكنه نجا بحياته، وكان قد أمر باقى المتهمين، فى وقت سابق، بعدم إجراء أى اتصالات بمكان الأحداث».

وذكرت تحقيقات النيابة أن «المتهم الثالث، وشهرته (أبوأنس)، اعترف بتفاصيل الجريمة أمام النيابة، وقال إنه تعرف على المخطط الهارب منذ قرابة ٤ أشهر، وأن جميع المنفذين حديثو العهد بالفكر التكفيرى الجهادى، وتم استقطابهم تدريجياً من مدخل الالتزام الدينى، وإقناعهم بعدم حرمة سرقة أموال غير المسلمين، وأخبرهم بأن لهم أجرا عظيما حال تنفيذ مخططهم المقصود بالهجوم على محل ذهب (سوليتير) بالمدينة، لسرقة محتوياته والإنفاق منها على أعمال الجهاد والدعوة، لتنفيذ جرائمهم الإرهابية».

وأضافت التحقيقات أن المخطط كان حريصا على جمع المتهمين لأوقات طويلة معا قبل العملية، حتى لا ينشق عنهم أحد أو يتراجع بعد التفكير وحده. واستعرضت النيابة خلال التحقيقات محتوى كاميرات المراقبة بعدد من المؤسسات الموجودة فى مكان الحادث، وتم تحديد هوية ٣ متهمين آخرين، بالإضافة إلى الثلاثة المقبوض عليهم الذين كانوا متواجدين على مسرح الجريمة للمراقبة والمساعدة.

كانت النيابة قد وجهت للمتهمين الثلاثة المقبوض عليهم تهم الانضمام إلى جماعة عصابية مسلحة، وارتكاب جرائم من شأنها تكدير الأمن والسلم العام، وقتل عريف شرطة عمداً مع سبق الإصرار والترصد، والشروع فى قتل بقية زملائه من حرس الكنيسة، وترويع المواطنين الآمنين، وحيازة أسلحة نارية وذخائر دون ترخيص، واستخدامها فى جرائم إرهابية.