رئيس جامعة المنصورة: لم نمارس ضغوطًا على أسرة الطالبة جهاد موسى (حوار)
قال الدكتور السيد عبدالخالق، رئيس جامعة المنصورة، إن إدارة الجامعة لم تمارس أي ضغوطًا على أسرة الطالبة جهاد موسى، التى لقيت مصرعها تحت عجلات سيارة أستاذة بكلية طب المنصورة، داخل الحرم الجامعى، ما تسبب فى اندلاع أحداث عنف داخل الجامعة، قبل أيام، مشيراً إلى أن ما يتردد عن ذلك فيه تجن واضح.
وتساءل رئيس الجامعة: «ما الأداة التى تمتلكها الجامعة كي تضغط على جهة التحقيق لتحويل مسار القضية، وكيف يملك إنسان – مهما علا شأنه حتى لو كان منعدم الضمير ـــ أن يضغط على أسرة مكلومة؟».. وإلى نص الحوار:
■ في البداية ما الأسباب الحقيقية وراء أعمال العنف التى شهدتها الجامعة مطلع الشهر الجارى؟
– البداية كانت باستشهاد الطالبة جهاد عماد موسى، فى الأول من أبريل الجاري داخل ساحة الحرم الجامعي تحت عجلات سيارة الدكتورة ليلى الزلبانى، الأستاذ بكلية الطب، فقامت الدنيا ولم تقعد واشتعلت النار من قبل المنتمين لأحزاب وتيارات وحركات سياسية متعددة، حيث نظموا فى بداية الأمر فى اليوم الثانى للحادث مظاهرة سلمية للمطالبة بإجراء تحقيق نزيه للكشف عن حقيقة مصرع الطالبة وانتهت فى اليوم الأول بسلام.
وبدأت الأحداث الفعلية فى يوم الثلاثاء 9 إبريل عندما خرجت مظاهرة لحركة «أحرار»، عقب صلاة الظهر، من أمام كلية الصيدلة وطافت أرجاء الحرم الجامعى ثم انتهت إلى مبنى إدارة الجامعة، وليس لديهم مطالب سوى تقديم سيل من الاتهامات والافتراءات غير المبررة لرئيس الجامعة والإدارة ككل، ويسعون لإشعال نار الفتنة وتحويل القلعة العلمية إلى جحيم.
وهذا ما حدث بالفعل، حيث بدأ ناقوس الخطر يدق عندما قاموا بمحاصرة مبنى إدارة الجامعة لأكثر من ساعتين واحتجزوا أكثر من ألف موظف وموظفة وعامل داخل مكاتبهم، وحدث نوع من الهلع والفزع بين الموظفين. إلا أن القدر شاء أن يكشف سوء نية هؤلاء المعتدين، فاستغاثت العديد من الموظفات بأولادهن وأقاربهن بكلية التجارة المجاورة لمبنى الإدارة، وحاول طالب ومعه عدد من الطلاب تحريروالدته وباقى الموظفات، فتعدى عليهم أعضاء بحركة أحرار بالضرب، إلى أن تحولت المواجهات إلى حرب استخدم فيها «أحرار» كل أدوات العنف من أسلحة بيضاء وغيرها وتمت مطاردتهم حتى خارج الجامعة وألقوا القبض على 20 طالبا تم احتجازهم داخل مبنى الإدارة، إلى أن تسلمتهم الشرطة فى الثامنة من مساء ذلك اليوم داخل عربة مدرعة إلى قسم شرطة أول المنصورة للتحقيق معهم.
■ هل استخدمت حركة أحرار العنف داخل الحرم الجامعى؟
– الجامعة تعج بالعديد من التيارات السياسية المختلفة إلا أن «أحرار» أعلنت عن نفسها بوضوح ونصبت من نفسها القاضى والجلاد، فى آن واحد وأعطت لنفسها صلاحيات تفوق أى سلطة فأتت بأشخاص من خارج الجامعة ودفعت بهم داخل الجامعة عنوة، رغم أنف الأمن بدعوى المطالبة بحق الطالبة، وأتساءل: من الذى تقع عليه مسؤولية المطالبة بحق الطالبة؟ الجامعة أم حركة أحرار؟ فالجامعة ليست بحاجة لأن يأتى إليها أشخاص من خارجها ليذكرونا بحق جهاد، وعلى أى حال نشكرهم على ذلك لكن ليس بالعنف وتوجيه الاتهامات الباطلة بزعامة عبدالمنعم بهاء الدين جمعة الذى وقف وراء التحريض وتمكن من الهرب أثناء الأحداث.
■ هل مارست إدارة الجامعة أى ضغوط على أسرة الطالبة جهاد أو جهة التحقيق؟
– هذا القول فيه تجن واضح لأنه ما هى الأداة التى تمتلكها الجامعة كى تضغط على جهة التحقيق لتحويل مسار القضية وكيف يملك إنسان- مهما علا شأنه، حتى لو كان منعدم الضمير- أن يضغط على أسرة مكلومة ولمصلحة من؟
والحقيقة أن والد جهاد تحدث معى، وقال لى بالحرف الواحد: «آسف على ما حدث داخل الجامعة من أعمال عنف، وأنا لم آمرأحداً بذلك، وليس من حق أحد أن يتكلم بحق جهاد سوى عمها علاء الدين عباس موسى المفوض القانونى فى القضية.
■ هل تلقت أسرة الطالبة أى تعويضات؟
-الجامعة لم ولن تتوانى فى الحفاظ على حقوق الطالبة المادية والمعنوية بتقديم مبلغ مالى يتم صرفه من صندوق تكافل الطلاب، باعتبار أن كل طلاب الجامعة مؤمن عليهم، وهناك اقتراح تم طرحه من كلية رياض الأطفال التى تنتمى إليها الطالبة الراحلة بإطلاق اسمها على أحد المدرجات الحديثة والأنشطة الرياضية بالكلية.
■ ما الذى أسفرت عنه تحقيقات الشرطة وأمن الجامعة؟
– الجامعة سلمت شقيق الطالبة تقرير الشرطة وأمن الجامعة حول الحادث، طبقاً للتحريات، وشهود العيان حول الواقعة، بالإضافة إلى فتح تحقيق إدارى بمعرفة أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية الحقوق وانتهت إلى تحويل مرتكبى الحادث إلى مجلس تأديب الجامعة.
■ من الذى قام بمعاينة موقع الحادث؟
– المعاينة تمت بمعرفة شرطة النجدة بناءً على بلاغ الجامعة بوقوع حادث داخل الحرم الجامعى، وعلى الفور حضرت سيارة الإسعاف ونقلت الطالبة إلى مستشفى الطلبة ثم إلى مستشفى الطوارئ، لأن مستشفى الطلبة غير مهيأ لاستقبال حادث بهذا الحجم، حيث وجد أن هناك كسرا بالجمجمة ولم تكن لدى المستشفى الإمكانيات الطبية أو أساتذة متخصصون لإجراء أى جراحات، وهناك تقرير من المستشفى بأنه غير مؤهل لاستقبال مثل هذه الحالات، وعلى ذلك كان من الضرورى الإسراع بتحويلها إلى مستشفى الطوارئ التابع لمستشفيات جامعة المنصورة والذى يبعد 500 متر عن الحرم الجامعى.
■ ما حقيقة الاتهامات التى وجهت لشخصكم بمحو آثار الجريمة بهدف تبرئة مرتكبى الحادث؟
– كل الاتهامات الموجهة لإدارة الجامعة غير مبررة وهى محض افتراء، ولم يحدث ذلك على الإطلاق وحسبى الله ونعم الوكيل فيمن روجها، حيث لم أعرف عضو هيئة التدريس مرتكبى الحادث حتى اللحظة ولم أسمع عنها سوى يوم الحادث ويوجد بكلية الطب 2085 عضو هيئة تدريس، لا أعرف منهم أحداً إلا القليل، كما لم أسمح لنفسى وبصفتى مسؤولاعن جميع الطلاب بالجامعة ولا لغيرى فى الإدارة بفعل ذلك.
■ ماهى رؤيتكم للمنظومة الأمنية داخل الجامعة خاصة بعد الأحداث؟
– الأمن بالجامعات المصرية ضعيف وغير مؤهل للحفاظ على المنشآت الحيوية بالجامعة، إلا أن الجامعة تدعمه بالتأهيل والتدريب، من خلال تنظيم دورات تدريبية مستمرة وتقدمت باقتراح داخل المجلس الأعلى للجامعات بحق فرد الأمن الجامعى فى الضبطية القضائية، لكن حتى الآن لم ينفذ، وفى هذه الواقعة بالذات اقتحم عشرات الطلاب البوابة الرئيسية بالقوة، وكان من الصعب من أفراد الأمن أن يتعرضوا لهم ونحن بصدد تقييم الموقف.
■ هل هناك خطة لضبط الحركة المرورية فى الحرم الجامعى؟
– جامعة المنصورة أول جامعة حكومية تطبق منذ بداية النصف الأول من العام الدارسى الجارى منظمة جدية للسير داخل الجامعة، حيث تم نشر أكثر من 100 علامة مرورية ما بين «ممنوع الانتظار»، و«لا تزيد السرعة على 20 كيلو متراً» – «ممنوع السير فى الاتجاه المعاكس» وإقامة مطبات صناعية قبل التقاطعات وعواكس مرورية أرضية مزودة بقواطع حديدية فتاكة للإطارات بما يمنع السير فى عكس الاتجاه، وجارٍ أخذ قرار بمجلس الجامعة القادم لزيادة عدد الأماكن المخصصة للسيارات وتظليلها وتعيين فرد أمن عليها وعمل مجموعة قواعد لضبط الحركة المرورية داخل الجامعة وتطبيق العقوبة على المخالفين.
وتم إعطاء مهلة للعاملين بالجامعة لاستكمال التصاريح، كما أن هناك تصاريح مؤقتة للزائرين لضبط الحركة للداخل والخارج، كما تم ضبط مداخل الجلاء والجمهورية وميت خميس بتحديث كاميرات المراقبة التى تستطيع التقاط صورة تكشف الشخصية ورقم السيارة والتصريح، وإن الجامعة بصدد إقامة بوابات إلكترونية تسمح بدخول السيارات عن طريق كارت مع أجهزة إلكترونى للكشف عن المعادن.
■ ما تأثير الأحداث الأخيرة على الناحية العلمية والبحثية داخل الجامعة؟
– الجامعة تسير فى مسيرتها الطبيعية وتؤدى رسالتها الكاملة فى التطوير بقطاعات (التعليم – والبحوث – والمستشفيات – والمراكز الطبية البالغ عددها 11 مركزا) بالإضافة إلى استحداث العديد من البرامج الجديدة فى العديد من كليات الجامعة وتستتبع ذلك فرص تعليمية للطلاب، مع وضع خطة لتحديث المعامل البحثية من حيث تطوير المعامل القديمة واستحداث معامل جديدة مثل وحدة الميكروسكوب الإلكترونى والتى وصلت تكلفتها إلى 7 ملايين جنيه بالموارد الذاتية. وجار الآن تجهيز مركز النانو تكنولوجى وتقديم المزيد من الدعم للبحث العلمى فى الجامعة.
المصدر المصرى اليوم
اكتب تعليقك