بورسعيد تتجاهل مرسى وتتوعد الإخوان
بينما فضل معظم المصريين عدم متابعة حوار محمد مرسى التليفزيونى، والذى تأخر عن موعد إذاعته المعلن بأكثر من 6 ساعات، حيث انشغل كثيرون بمتابعة حفل توزيع جوائز الأوسكار، فإن المدينة الباسلة وشعبها تجاهلا الحوار تماما، وبات غالبيتهم على يقين بأن مرسى لن يأتى بجديد، ولن يعيد الحق لبورسعيد أو الكرامة لأهلها، خصوصا بعد أن رفضت الرئاسة طلبات البورسعيدية التى تضمنت الاعتذار من الرئيس، واعتبار ضحايا موقعة السجن شهداء، وعلاج المصابين على نفقة الدولة فضلا عن التحقيق فى وقائع قتل البورسعيدية بعد حكم مذبحة الاستاد.
المقاهى فى بورسعيد تعاملت مع خطاب الرئيس وكأنه مباراة للأهلى، فتم مقاطعته تماما، صحيح أن الخطاب تأخر إلا أنه كانت هناك أولويات أخرى على شاشات المقاهى مثل مباراة الإنتر ميلان وإى سى ميلان، على أساس أن كلام مرسى، من وجهة نظرهم، سيعبر عن دولة أخرى غير مصر فى ظل تصاعد موجات العصيان المدنى.
الحديث عن أن مرسى سيزور بورسعيد قريبا، رد عليه الأهالى البورسعيدية بأنهم أصبحوا لا يعتبرون مرسى رئيسهم بعد يأس المدينة الباسلة من السلطة الحاكمة التى تعاملت مع المحافظة باضطهاد شديد، بدأ بفرض الطوارئ وحظر التجوال وانتهى برفض طلبات شعب بورسعيد.
والد أحد الشهداء أكد أن النائب العام الذى عينه مرسى يحاول التحايل على مطلب التحقيق عن طريق انتداب قاضى تحقيق إخوانى لم يصل بورسعيد حتى الآن، فضلا عن أن التحقيقات لن يتم إعلانها كالعادة، إذا حدثت من الأساس، موضحا أنه يرفض بشدة زيارة مرسى لبورسعيد.
2- اعتصام «الباسلة» على أنغام السمسمية والتنورة
معتصمو ميدان الشهداء كان حالهم مثل حال بورسعيد كلها، حيث تجاهلوا تصريحات مرسى، وقرر المعتصمون كسر روتين الاعتصام اليومى بالأغانى على أنغام السمسمية والتنورة، وأغانى عن بورسعيد وإسماعيلية والسويس ورفض المعتصمون وضع شاشة عرض أو الاستماع لتصريحات محمد مرسى، وقاموا بإزالة الشاشة التى كان قد تم تجهيزها الجمعة الماضية لمحاكمة مرسى شعبيا فى ميدان الشهداء، وهى المحاكمة التى شهدت توجيه اتهامات لمرسى بقتل البورسعيدية وتم إعدامه بشكل رمزى فى إشارات إلى سقوط النظام.
خلال الاعتصام أول من أمس، عاد هتاف «مش هنمشى هو يمشى»، وهو الهتاف الذى كان يتم ترديده فى أحداث الثورة الأولى قبل سقوط نظام حسنى مبارك. وأعلن المعتصمون فى الميدان أنهم لن يتركوا الاعتصام قبل عودة حقوق ذويهم الذين رحلوا. يأتى هذا بينما يتوافد على الاعتصام وفود تضامنية أغلبها من محافظتى الإسماعيلية والسويس لإعلان تضامنهم مع الشعب البورسعيدى والعصيان المدنى فى المحافظة، وهى الدعوة التى بدأت تنتشر فى المحافظات لإعلان العصيان المدنى ضد نظام مرسى وسلطته الحاكمة.
اللافت فى اعتصام أهالى الشهداء أمام مبنى المحافظة هو الصمود النسائى، ورفض السيدات العودة إلى المنازل للمبيت والعودة بعد ذلك فى اليوم التالى. حيث تبيت السيدات فى الخيام المنصوبة أمام مبنى المحافظة، ويتولى ذويهم حمايتهم طوال الليل فى سلمية تامة، وفى أجواء آمنة رغم الغياب الشرطى، وردًا على تصريحات مرسى بأن هناك بلطجية فى بورسعيد تقوم بالتخريب والقتل ومهاجمة الأقسام ومؤسسات الدولة.
صباح أمس لم يكن هناك أى رد فعل من المعتصمين على خطاب مرسى سوى أنه «ملوش لازمة» وقال أحد المعتصمين أنه لم ير الحوار مثل الكثير من البورسعيدية، لكنه قرأ التصريحات على المواقع الإلكترونية، موضحا أن هذه هى عادة خطابات مرسى، التى لا تقدم أو تأخر وإنما تستفز المصريين لأنه يتكلم عن بلد آخر، والدليل أن مرسى أنهى حواره بالحديث عن الانتخابات رغم المقاطعة الواسعة لها من القوى السياسية، ورغم إعلان بورسعيد أنها لا تسمح بأن يكون هناك عملية انتخابية من الأساس.
الغريب أن محافظة بورسعيد تم وضعها فى المرحلة الأولى من التصويت فى 22 أبريل، ولم يتم تأخيرها للمرحلة الثالثة أو الرابعة حتى تكون المحافظة قد هدأت قليلا ويسمح الأهالى بإتمام العملية الانتخابية فيها، وهو ما يراه البورسعيدية استفزازًا لهم وعنادًا من النظام سيردون عليه بتصعيد أكبر.
3- بورسعيد تستعين بالجيش لمواجهة الإخوان
عند باب عشرين الجمركى هناك لافتات مكتوبًا عليها، الشعب يريد عودة الجيش للحكم، وبسؤال البعض عن هذا المطلب أجابوا أن الجيش نزل إلى بورسعيد، ولم يقتل أحدا، ولم يتعامل مع البورسعيدية بعنف خلال أيام العصيان المدنى، بل بالعكس يؤمن العصيان المدنى وكأنه يحميه مع البورسعيدى، ويظهر فى الشارع وكأن الجيش يؤيد العصيان المدنى لدرجة أن هناك عربيات جيش تسير فى بورسعيد وتبث عددا من الأغانى لإهدائها إلى شعب بورسعيد ومدينته الباسلة، مثل أغنية «أمانة عليك أمانة يا رايح بورسعيد». ومن ثم هناك البعض من شعب بورسعيد يرى أن الجيش أفضل من مرسى، وأنه هو المخرج الوحيد للخلاص من حكم الإخوان المسلمين لمصر.
بشكل يومى يقوم البورسعيدية بتوزيع الأطعمة والمشروبات على ضباط وعساكر الجيش المنتشرين فى المحافظة لتأمين المنشآت العسكرية، ويدخل البورسعيدية فى حوارت كثيرة مع ضباط الجيش، الذين يؤكدون أن ولاءهم للشعب، وأنهم لن يتخذوا أى إجراء ضد الشعب البورسعيدى.
أقسام شرطة بورسعيد السبعة لا تزال مغلقة ولا تعمل حتى الآن، وأصبح هناك رغبة كبير من الشعب لوجود الأقسام الشعبية تحت شعار الشعب فى خدمة الشعب، فيقول الأهالى إن شعب بورسعيد لا يحتاج إلى شرطة، ويستطيع أن يحمى نفسه بنفسه، عبر تنفيذ فكرة تشبه اللجان الشعبية التى كانت موجودة وقت الثورة، لكن هذه الفكرة أكثر تطورا. .
4- عاشر أيام العصيان.. وتأخر رواتب العمال
لا يزال العصيان المدنى فى بورسعيد قائما صامدا لليوم العاشر على التوالى. والجديد هو أن المستثمرين ورجال الأعمال فى بورسعيد وأصحاب المصانع فى منطقة الاستثمار، أعلنوا تضامنهم مع أهالى بورسعيد والعصيان المدنى فى المحافظة، مثلما هو الحال فى شرق التفريعة وشركة السويس لتداول الحاويات والبريد وقطاع الكهرباء والبنوك وجميع مصالح القطاع العام فى بورسعيد وبدأت الخسائر تتخطى الـ150 مليون دولار فى العشرة أيام من العصيان المدنى، وذلك دون أن يشمل شركات الغاز والبترول على طريق بورسعيد – دمياط أو إيقاف عبور السفن من قناة السويس، وهى خطوات تصعيدية قرر البورسعيدية اللجوء إليها بعد معرفة الحكم النهائى فى مذبحة بورسعيد يوم 9 مارس، وهو اليوم الذى قد يشعل بورسعيد من جديد فى حالة تأييد أحكام الإعدام فى قضية المذبحة لـ21 متهمًا، مما يستدعى نقلهم من سجن بورسعيد، ووقتها ستتكرر الأزمة من جديد. خصوصا أن البورسعيدية متأكدين أن جميع المتهمين ليس لهم أى علاقة بما حدث فى استاد بورسعيد، وتم القبض عليهم بشكل عشوائى والحكم عليهم دون وجود تهم ثابتة وواضحة، لدرجة أن أحد المتهمين وشهرته لوما، أثبتت أسرته بفيديو مصور أنه لم يكن موجودًا فى أحداث مذبحة الاستاد، وكان يحتفل مع أسرته بزفاف أخته، ومع ذلك تم القبض عليه والحكم بإعدامه. وأكد أهالى بورسعيد أنهم لن يسمحوا بإعدام المحبوسين، لأن هذا الحكم سياسى لإرضاء الأهلى وليس لتحقيق العدالة.
من جانب آخر أكد العاملون بالجمارك أن رواتب هذا الشهر قد تأخرت ولم يحصلوا عليها بعد أن كان معتادا أن يحصلوا على رواتب يوم 23 من كل شهر، لكن ظروف العصيان أدت إلى تأخير الرواتب، ولا يعلمون متى سيحصلون عليها، ما فسره البعض بأنه ضغط على العاملين لفض العصيان المدنى وفتح المصالح الحكومية، حتى يحصل العاملون على رواتبهم. فى حين رد الموظفون بعدم الاستجابة للضغط أو إنهاء العصيان المدنى، حتى يحصل العاملون على رواتبهم وسيكون هناك خطوة جديدة للرد على هذا الضغط فى مشهد يزداد تعقيدا، بينما لا تسعى السلطة لحله مع شعب بورسعيد العنيد الذى انتصر على 3 دول مسلحة أقوى وأكثر ذكاء وتخطيطا من جماعة الإخوان المسلمين.
5- «جرين إيجلز»: أحذروا 9 مارس
تحذير شديد اللهجة وجهته رابطة أولتراس مصراوى، جرين إيجلز، بشكل يومى قبل يوم 9 مارس موعد الحكم النهائى فى قضية مذبحة بورسعيد. لافتات التحذير تنتشر فى بورسعيد بأن حكم المذبحة إذا جاء مسيسا مثل الجولة الأولى منه فسيكون للأولتراس ولبورسعيد بشكل عام رد أعنف من الذى حدث خلال الفترة الماضية، خصوصا بعد أن غير الأولتراس تى شيرتات التشجيع التابعة لهم، والتى كانت باللون الأخضر الذى ذهب وحل بدلا منه اللون الأسود وكتب عليها كلمة المقاومة.
على سبايسى، كابو جرين إيجلز، قال إن الأيام القادمة ستحمل مفاجأت كثيرة سيتم الإعلان عنها فى وقتها موضحا أن الأولتراس لن يترك حقه أو حق زملائه المحبوسين ظلمًا من وجهة نظره، فضلا عن حالة التعاسة والحزن التى سيطرت على الأولتراس بعد تجميد النشاط الرياضى فى بورسعيد، واختفاء النادى المصرى هذا الموسم من الدورى. كما يرى البورسعيدية أن بطولة الدورى عادت على دماء الذين قتلوا فى أحداث موقعة السجن، ولم تحترم الدولة دماءهم رغم أن الدورى توقف لمدة عام كامل بناء على طلب أولتراس أهلاوى ولم يعد الدورى إلا بعد حكم المذبحة.
6- أولياء الأمور يمنعون أبناءهم من الذهاب للمدارس
لا تزال مدارس بورسعيد مغلقة استجابة لدعوات العصيان المدنى. ويواصل أولياء الأمور منع أبنائهم من الذهاب إلى المدارس. وأكد أحد أولياء الأمور أن المدارس لا يوجد بها تعليم من الأساس، وتابع «ذهاب ابنى إليها من عدمه لن يفرق كثيرا، بالعكس عدم الذهاب سيمثل ضغطًا، ويزيد من قوة العصيان المدنى ويوصل رسالة بأن بورسعيد كلها إيد واحدة ضد مرسى ونظامه. مشيرا إلى أن ابنه يعتمد بشكل أساسى على الدروس الخصوصية، بعد أن أصبح دور المدرسة يقتصر على الحضور والغياب فقط بسبب ما يسمى بأعمال السنة.
مدرستان فقط فى بورسعيد تعملان بشكل منتظم، هما مدرسة الدولية وهى مدرسة خاصة، ومدرسة قناة السويس، أما باقى مدراس بورسعيد فهى مغلقة والطلبة يشاركون فى العصيان المدنى.
المصدر التحرير
اكتب تعليقك